خالد الرزاز …
ورد سؤال للدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، يُسأل فيه عن حكم دعاء الزوجة على زوجها بسبب معاملته السيئة لها.
وأجاب “عاشور”، فى فتوى مسجلة له متعجبًا: “من المؤسف أن الزوجات يصلن إلى أن يدعوا على أزواجهن بسبب الظلم، حيث كانت الزوجة تدعو لزوجها “ربنا يفتحها فى وشك ربنا يرزقك برزقنا”، حاليا أصبح الأمر مُتغيرا، وهذا بسبب ظلم الرجال للنساء”.
وأضاف متسائلًا: “كيف للزوج أن يظلم زوجته ويهينها وهى من المفترض أنها أقرب واحدة له؟ فبظلمك لها بدلًا من أن تدعو لك بالرزق وتيسير الأمور أصبحت تدعو عليك”.
وكانت نصيحة مستشار المفتي لهم باستبدال هذه العادة بما هو أفضل لكسب الحسنات والتقرب من الله، قائلًا: “فعندما تدعو عليه يزداد نكبة وسوءا وهذا سيعود عليكِ، فالأصل عندنا أن السيئ لا يزال بالسيئ وإنما يزال السيئ بالحسن، فإذا كان يعاملكِ بالسوء فعامليه بأحسن منه، فادعى له بالهداية والرشد وأن يحنن الله قلبه عليكِ فهذا أحسن لكي ولأولادكِ فمن باب الإحسان أن تعامل من أساء اليك بالحسنى، أما إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتعامل مع من أذاه بالحسنى فله أن يقول «حسبي الله ونعم الوكيل»، وأن يفوض أمره إلى الله”.
وتابع: “رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من دعا على ظالمه فقد انتصر))، فإما أن تدعى له أو أن تقول حسبنا الله ونعم الوكيل وأفوض أمرى إلى الله، ولو دعت له فهذا يكون أعلى مراتب الإحسان”.
كيف تسامح المرأة زوجها القاسي بعد وفاته
تلقت الصفحات الرسمية للمؤسسات الدينية، العديد من الفتاوى التي تشغل أذهان المواطنين، وتم الرد عليها من قبل لجان وأمناء الفتوى والقائمين على هذه الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي ومن أبرز هذه الفتاوى، ورد إلى صفحة دار الإفتاء الرسمية سؤال يقول صاحبه: “كيف أسامح زوجي القاسي بعد وفاته، خاصة أنه كان يعاملني معاملة سيئة جدا؟”.
رد الدكتور أحمد ممدوح امين الفتوى بدار الإفتاء قائلا: زوجك الآن بين يدي الله عز وجل وأحوج إلى السماح والعفو من كل شخص أساء إليه حال حياته.
وأضاف أمين الفتوى خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء: الغضب والانفعال طبيعة من طبائع الإنسان ولك كل الحق فيما تفعلينه نتيجة معاملة زوجك السيئة تجاهك ، ولكن ماذا لو جاء يوم الحساب ووقفتِ أنت بين يدي الرحمن للحساب وطالب كل شخص من أقاربك أو أصدقائك بحقوقهم التي هي في رقبتك.. سواء كانت هذه الحقوق سبابا أو غيبة ونميمة أو أي شيء من الحقوق الدنيوية.
واستدل أمين الفتوى بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أتدرون من المفلس؟” قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: “إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار”.
وتابع: هل لو كنتِ كذلك ألم تتمنى أن يصفح هؤلاء الناس عنك حتى لا تفنى حسناتك؟، فالصفح والعفو لهما أجر عظيم عند الله.
وطالب أمين الفتوى السيدة بإعلان الصفح والعفو عن كل من أساء اليها بمن فيهم زوجها المتوفي، ناصحا إياها بأن ما ستفعله من صفح وعفو سيرد لها يوم القيامة ذلك بأن يلهم الله عز وجل من أسأت لهم بأن يعفو عنك ، من باب الجزاء من جنس العمل.
وتابع: اعلمي انك تتعاملين مع مالك الملك ذي الجلال والإكرام الرحيم الغفور، ولا تتعاملي مع زوجك الضعيف، فأعلني عفوك عن زوجك وستجدين من يصفح ويعفو عنك يوم القيامة أيضا.
هل دعاء الزوجة على زوجها مستجاب؟.. يقبله الله ولا يرده في حالة واحدة
هل دعاء الزوجه على زوجها مستجاب ؟ لعل هذا السؤال يحمل أهمية مزدوجة للنساء وكذلك الرجال، خاصة بعدما صارت المشكلات الزوجية سمة عصر، تصنع طريقًا طويلًا في نهايته الطلاق، فبين الزواج والطلاق الكثير من المشكلات التي قد تعجز أمامها الزوجة وتظن أنه ليس أمامها حيلة سوى دعاء الزوجه على زوجها ، بما يطرح مع سؤال: هل دعاء الزوجه على زوجها مستجاب؟ عدة أسئلة أخرى وهي ما حكم دعاء الزوجة على زوجها بالشر ، وما حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل على الزوج، وهل دعاء الزوجة المظلومة على زوجها جائز؟، وما حكم الدعاء على الزوج الكذاب؟، وبتدقيق النظر سنجد أنها جميعًا صيغ متعددة أو مجرد صور لسؤال: هل دعاء الزوجه على زوجها مستجاب ؟، والذي قد يثير قلق الرجال ويربت على قلوب الزوجات التي تعاني من ظلم أزواجهن، بما يجعل الأهمية مضاعفة، فيستحق هل دعاء الزوجة على زوجها مستجاب ؟ عناء البحث والطرح.